محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: الأفلام القصيرة بوابة الموهوبين لعالم الاحتراف السينمائي

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 21 أكتوبر 2022 - 11:52 ص

الأفلام القصيرة كانت ولا تزال بوابة الموهوبين إلى عالم محترفي صناعة السينما، حيث يمكنهم من خلالها إبراز موهبتهم وإظهار قدراتهم وجذب الأنظار والدليل أن نجوم اللإخراج السينمائي في العالم كانت بدايتهم مع الفيلم القصير، وتكمن أهمية التجربة الاولي لأي شاب يقرر خوض تجربة الاخراج من خلال فيلم قصير أنه تحميه من الإسراف في الإنفاق بمرحلة مبكرة جداً من مسيرته الفنية، فيتعلم كيف ينفق ميزانية الفيلم في أوجهها الصحيحة.

 

كما أنها تتيح له أن تستكشف قدراته الإبداعية، عكس الأفلام الروائية الطويلة التي تستدعي منه أن يتبع القواعد التقليدية في البناء والسرد والترابط، وفو كل هذا الأفلام القصيرة توفر للمخرج الشاب تجربة قيمة مع المهرجانات السينمائية، بعيدا عن ضغوط التسويق والبيع للفيلم الروائي الطويل وبمناسبة المهرجانات السينمائية، فقد كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي ينطلق الاول من ديسمبر القادم بجدة عن اختياراته لأول مجموعة من الأفلام القصيرة المشاركة في مسابقة البحر الأحمر والتي تضم 13 فيلمًا قصيرًا تمثل إبداعات السينما العربية الساحرة والممتعة والتي تتناول قصصًا شيّقة عن الحياة في قلوب الناس والأماكن ضمن حدود العالم العربي.

 

وحسب ما قاله أنطوان خليفة-مدير البرنامج العربي والكلاسيكي في المهرجان- وهو صاحب الاختيارات في البرنامج: "أمتعنا استخدام المخرجين العرب الشباب لتقنيات مبتكرة وإبداعيّة لرواية قصصهم من وحي علاقاتهم و واقعهم الملئ بالتحدّيات.

 

حيث تجس هذه الأفلام المميزة نبض الصناعة السينمائية في العالم العربي بإيجاب، لا لكونها قصصًا مؤثّرة وحسب، بل لأنها ترثي مجتمعاتنا وواقعنا العربي بجرأة. ويفتح هذا التنوع في الأفلام نافذتنا العربية إلى العالم أجمع، ويعمّق أيضًا من ترابطنا العربي والوطني، فمن لبنان فيلم"سيدة البرمة "من تأليف وإخراج كابي وميشال زرازير ، ويحكي الفيلم قصة الراهبة زينة التي تعيش حياة الراهبات في دير سيدة البرمة، وبعد إدراكها أنها تعيش في كذبة، يدفعها ذلك الاكتشاف إلى التحول للنقيض، مخلَّا بتوازنها دون أن تدري.

 

فهناك توازن طبيعي في حياتنا اليومية يجب الحفاظ عليه، وأي تغيير صغير يمكن بسهولة أن يؤثر سلبًا على المنظومة بأسرها، ومن سوريا فيلم"ورشة"من تأليف وإخراج دانيا بدير ويروي قصة عامل بناء سوري في بيروت يقرر أن يحل محل زميله الذي توفي في حادث رافعة خطيرة وشاهقة، ليعيش تجربة الحرية التي لا يتمتع بها في أي مكان بعيدًا عن أعين الناس المتطفّلة من هذا المكان المرتفع ، ومن سوريا الي اليمن نجد المخرج اليمني يوسف الصباحي يقدم فيلمه"عبر الأزقة"والذي تدورأحداثه في المدينة التاريخية العريقة في إب في اليمن؛ حيث ترسل ربة المنزل ابنها لشراء خبز للغذاء قبل وصول ضيوفها.

 

وبينما يركض أحمد ذو السبع سنوات بين الأزقة تكشف رحلته عن واقع المجتمع الأسري في إب وطبيعة المناظر الخلاّبة والبنايات المعمارية المهددة في المدينة القديمة أما صانعة الأفلام المغربية جواهين زنتر فتقدم من تاليفها واخراجها فيلم"علي قبر أبي"والذي يروي الفيلم قصة "مايين" وأسرتها أثناء رحلتهم للقرية المغربية حاملين نعش أبيهم، وبينما يقرر الرجال دفن الأب مع اشتراطهم بقاء النساء في المنزل، تعترض الفتاة الصغيرة على ذلك بعزيمة أن تقود أبيها إلى مثواه الأخير، ويقدم صانع الأفلام العراقي محمد الغضبان فيلمه"الأرض تبكي والمياه دموع "والذي يدور حول قصة مجد ذي الثلاثين عامًا والذي عانى منذ طفولته من مشاكل نفسية تمنعه من البكاء.

 

ومع عمله في منزل أحد المسنّين؛ تتاح له الفرصة لاختبار نفسه، فهل ستُبكيه المواقف الصعبة التي يتعرض لها؟ اما صانع الأفلام السوداني المغربي سامي سيف سير الخطيم فيقدم فيلمه"نعيمة" تُروى أحداث الفيلم من خلال عدسة أمير التي تخلّد ذكرى مربيته نعيمة والتي جمعته بها علاقة قوية، وصانع افلام عراقي اخر هو"مهند السوداني" يطل بفيلم"النازح الاخير" وتدور أحداث الفيلم حول وسام، العسكري في الجيش المتصدي للإرهاب، والذي ترك ابنه خلال الحرب، ويشاء القدر أن يعثر على طفل رضيع ووحيد.

 

فبعد مقتل زميله على يد قناص، يظل وسام حبيسًا في المنزل مع الرضيع الجائع. ويكتشف أن هذا القناص هو فتاة في السابعة عشرة من عمرها تحاول استعادة طفلها ، اما المخرج الأردني طارق ريماوي فيقدم"حديقة الحيوان" يحكي الفيلم قصة الصبي الوحيد سامي الذي يسعى للعب كرة القدم في أسوأ حديقة حيوان في العالم، وأثناء بحثه عن مكان آمن للعب، تنشأ صداقة بينه وبين النمر الصغير"لذيذ".

 

ولكن الوضع ينذر بالخطر، وهناك صانع أفلام أردني اخرهو "سامر بطيخي" يقدم فيلم "كروكا" وتدور أحداثه حول "يمنى" الفنانة الصغيرة الموهوبة التي تخطط لإخراج مسرحية ثورية لتمنع السيد أمين من الاستيلاء على المسرح الذي تعمل فيه، بعد أن رأت أن خليل صاحب المسرح يخضع لمجموعة جشعة تسعى إلى السيطرة على كافة المسارح في المدينة، ومن إخراج صانع الأفلام الإماراتي الرائد علي مصطفى يقدم فيلم" دوام الليل" والذي يحكي قصة رعب لعامل في الإسعاف يواجه مصاصًا للدماء أثناء دوامه الليلي. ويجب عليه أن يبذل كل جهده لينقذ حياة الأشخاص التي يسعى مصاص الدماء إلى تحطيمها، ومن تونس فيلم" ﻧﮭار الكيراتين  تأليف وإخراج سامي تيلي ويأخذنا الفيلم إلى محل حلاقة؛ حيث لا مجال لحلاقة الذقن أو قص الشعر، فالمحل يقدم منتجات سحرية فقط.

 

وداخل هذه البيئة الذكورية المحضة، يناقش الفيلم كرة القدم، والسياسة، إلى أن تدخل امرأة جميلة للمحل، لتخلّ بنظامه، ومن السعودية فيلم"شريط فيديو تبدل"من تأليف وإخراج صانعة الأفلام السعودية مها السعاتي،وتدور أحداث الفيلم في عام 1987 م وتحكي قصة الشاب السعودي الأسمر والذي يحاول جذب انتباه فتاة من خلال محاكاة موسيقى مغني الثمانينيات الشهير كراون ، ومن السعودية أيضا فيلم"كورة" من تأليف وإخراج زياد الزهاري ويحكي الفيلم قصة طفلين يتسلّلا إلى بيت ريفي في الرياض في الوقت الذي يحاول فيه أبو نايف صاحب المنزل استعادة كرة الطفلين من الخارج. ولكنه لم يتركهما وحيدين فقد حبس زوجته المضطربة معهما في المنزل بدون قصد.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة